بالعودة الى الصين، تقول المعلومات التى نشرت مؤخراً أن الصين لا تمانع فى توحيد الكوريتين تحت قيادة كوريا الجنوبية . هذا الكلام له الكثير من المدلولات إذا أخذنا فى الإعتبار أن الصين هى الحليف الأول و الأكبر لنظام ( بيونغ يانغ ) . موقف الصين الحالى حيال تحرك حاملة الطيران الأمريكية (جورج واشنطن) للمياه الإقليمية للمنطقة يعتبر بكل المقاييس جديد و مغاير لما كانت عليه من رفض قطعى للأمر فى الماضى. ذلك يدعم الرأى الذى يشير الى أن الصين قد تتخلى عن حليفها الأول فى المستقبل
بالنظر للشأن السودانى نجد أن الصين لم يكن لها أى تأثير فى مفاوضات السلام و ترتييبات الإنفصال، و لم تدعم حليفها السودان (حكومة الإنقاذ) و لا حتى بالمشورة الإستراتيجية و التى كانت ستلعب دوراً هاماً فى توزيع الثروة المصاحبة للإنفصال. و الأكثر من ذلك تسارعت الصين فى تحويل نظرها الى الجنوب تهافتاً على البترول و منشأته حال إيمانها بحتمية الإنفصال. تاركة النظام فى الخرطوم يواجه المجتمع الدولى و الإنفصال المجحف فى حق الشعب السودانى الشمالى
التساؤلات التى تحتمها المرحلة القادمة، ما هو مستقبل السودان السياسى فى العقد القادم؟
هل تسعى حكومة الإنقاذ الآن جاهدة للدخول تحت العباءة الأمريكية؟ أم أن الوقت قد أصبح متأخراً بما يكفى لجعلها (حكومة الإنقاذ) تخسر فى كل محاولاتها للتطبيع مع الولايات المتحدة بحيث تعطى و لا تأخذ مقابل؟
أم أن الإنقاذ فقط تطمع فى أن تظل عل كرسى الحكم بدون أى مناوشات من المجتمع الدولى؛ مقابل سلام يتيح للولايات المتحدة وقف المد الصينى فى المنطقة، إضافة للاستفادة من بترول الجنوب و مشاريع البنية التحتية و التنمية فيه لصالح شريكتها، ألا وبناء القواعد العسكرية؟
No comments:
Post a Comment